فتش عن عدوك ؟!

كثيرا ما نسمع جملة " إعرف لغة عدوك" ,,,, اللغة هنا لا تعني مفردات ومصطلحات وأمثال فقط وإنما تعني طريقة تفكير , أهم الصفات وأجملها , العيوب وأكثرها تحاشياا ؟! وأيضا تمتد لثقافته , بيئته , نسبه , والعدو هنا هو أي شخص ,,, أي شخص قد يكون نفسك , يتمنى لك الوقوع في الغلط , ينتظر سقوطك , يريد سقطاتك , يتحرى فشلك , يشفي بألمك , يستحسن سلبيتك , يحرضك على الممنوع , يتقافز على سرك , يستدرجك من حيث لا تعلم , يهنأ بحزنك , يدرس نقاط ضعفك , يستغل حجة أو حاجة , يستضعف قوتك , يستفز ثقتك (خاصة إذا كان شخص مضطهد ) , تكتيكه هو أن يراوغك عند المواجهة لأن ضروري ينكر ليبقيك بجانبه , ويغار من قليلك ويكذبه ليعرف الكثير , من المستحيل التحكم بسلوكيات الغير وتوجيهم لمآربنا لكن من الممكن التحكم بأنفسنا وتوجيهها مع ما يرضينا وضد مبتغاهم الذي ليس من حقهم , ندير أنفسنا مع ما تتطلبه راحتنا ضد تعبهم .

الجزاء ؟!

ظالم , متجبر , قاهر , مستبد , يستخدم العنف في حياته كناموس يومي , البطش بحياته طقس من طقوس النرجسية , والإفتراء عادة لنشر الذعر , والتجني تقليد لإستمراريته , سياسة تكميم الأفواه لضمان بقائه , لكن ,, لماذا دائما يتأخر سقوطه ؟! لماذا يطول زمن الفساد ؟ لماذا تزيد مدة الطغيان؟ لماذا يتباطئ العقاب ؟ لماذا لا يتعظ أن التاريخ يعيد نفسه ,, (مهما اختلفت طريقة الظلم والإلتفاف حول الضحايا )؟ بعد ماذا ؟ بعد ما وقع الظلم , وطالنا الجنون من التجبر ؟ واعتدنا على العنف ؟ ومللنا التمرد ؟ وجبلنا على الخوف ؟ وأهتز الإيمان ؟بعد ماذا ؟ بعد استرخاص لدم الأبرياء؟ تشرب الهلع وإرتجاف الأنفاس ؟ ,,, لكنها حكمة الله تعالى , علينا التمعن والإستدراك ومحاولة فهم غاية الله ؟ وتجاوز الواقع القريب والإستجابة الفورية لوعود إلهية من نصر وغلبة ,, لو كان النصر السريع لو كان العدل مطيع ؟ سوف ننفي الحياة ومعناها؟ من مكابدة ومغالبة وصبر ؟! لو كان الإنتقام مبكر ل انعدم البطش والظلم والعنف ؟ لو كان الفوز بتوقيتنا ل اختفى الجبابرة وتواسى الجزاء , لو كان المراد يسير لاختلط البرئ بالجاني .

إنهزاميين ؟!

إنك تصمت إزاء أي إهانة أو تدير وجهك لأي غمز ولمز أو تشيح بنظرك بعيدا عن مغالطات , أو تقبل التجريج بروح مستكينة , له معنى واحد ووحيد هو إنك شخص إنهزامي وتستعذب الإنهزامية والألم , إنك توجه رسائل عتب ولوم لقريب أو بعيد يعني إنك تمتلك روح إنهزامية وشخصية ضعيفة لا تدافع عن كرامتها وتجهل حدود التعدي على الذات وتحقيرها قد يكون هدف الشخص الإنهزامي سامي ورفيع ذو نظرة بعيدة من خلال مقابلة الإساءة بالإحسان والترفع عن أمور الدنيا واستدراج الحسنات لكن من ناحية أخرى يستقبل مهانة يومية وكبرياء نازف واستباحة عزة , لا توجد طريقة واحدة لفرض إحترامنا على الغير إلا اللسان الحاد الجازم بالحق و الكلمة الحكيمة واللفظ الحسن وإحراج المسئ بعيدااعن الصراخ والعويل والتشنج .

تعريف الحب ؟!

الحب عندي جهد دون إنتظار المقابل , إندفاع من غير عشم , سؤال ما له جواب , زفرات فطرية , لا يقبل القسمة على إثنين , تهور ينقصه لجام , ضعف مع مبرر ( لأن له شروط ) , إنزلاق محسوب ( لأن له دوافع مثل ما أشرت من قبل ) , إحساس بالقبول , سقوط بوعي , حلم بيقظة , قفز فوق الواقع , وجموح على الذات , أعصاب مستنفرة .

الحقيقة والواقع ؟!

تشدني كلمة الحقيقة , جميعنا يبحث عن حقيقته الخاصة أو ممكن ينفر منها , يعلمها هو وحده , قوتنا في حقيقتنا , في التصادق معها , والتأقلم مع مرها , والاعتراف بها , والتسليم لها , والحقيقة العامة هي تلك الحقائق العلمية , لكن ما الفرق بين الحقيقة والواقع ؟! الواقع هو الموجود والحاصل والإرادة الإنسانية والمشيئة الإلهية , الحقيقة إسم وعنوان وصدق , والواقع فعل وتصرف وفرض ومغالبة , صراع هائل بينهما , الحقيقة تعلن وجودها والواقع يلعن حقيقته, الحقيقة مزهوة بنفسها والواقع يطعن ببزوغها .

الصورة النمطية؟ !

نحاول بدرجة كبيرة من النضج و مقدرة واسعة من الاستيعاب والوعي من إلغاء الصورة الذهنية المتراكمة عبر الزمن أو التربية أو التأثير الإعلامي المتمثلة بانطباعنا عن فئة إجتماعية معينة أو حالة إجتماعية أوأبناء بلد معين , أومتطلبات وظيفة محددة , أي كل غني فاسد مثلا و كل مطلقة فاشلة أو كل فقير ماكر كل طيار وسيم , الشخصية النمطية مترسخة في أعماق عقولنا لماذا؟! عصية على الكسر في داخلنا ؟!هل هي صالحة لكل موقف أو حالة ؟ هل تظهر هذه الصورة النمطية تحت وطأة انفعال أو تحت أمر أي شجار فقط ؟ (مع مراعاة حياديتي في الكتابة ), هل زخم التأثير الإعلامي أقوى من واقعنا أم تملق لرأي الأغلبية أو الخير يخص والشر شكله يعم ؟